أنا والشتاء حكاية رحيل !
لا أجد فيه غير بياض الصفحات الفارغة
ولاألتقي منه سوى بأغصانِ اليباسِ , والكرزِ المُثلّج .
لاأجد فيه غير البرد , وليس ثمة دفْ
لأن حطب التصبر قد نفد !
رائحة رفاتِ أجنحة الطيور المهاجرة
هو عطري في هذا الشتاء ؟
والزنجبيل شرابٌ أتجرعهُ ولاأستسيغه .
أتوحدُ في بياتي الشتوي .. تحت ملايتي .. ولاأجد غير
أعقابِ الأطعمة , لأن الحياة الشتوية تختصر في
جملة واحدة ( حيثما أجد الدفء سأكون ).
سماعةُ الهاتف باردة ( تلهب ) أذني
والطرقُ تتنفسُ أبخرة الصقيع
وأبواقُ السياراتِ تشحذُ التقلب
بتكاسل من الفُرُشِ الدافئة .
أتقلب بين مساءات الشتاء الطويلة المقيتة
وبين نهاراته السريعة الخاطفة .
أضطرُّ للتوقظ صباحاً ..
دون القدرة على استنشاقِ الصباح
فلم يعُد لأنفي قدرةٌ على ممارسة حواسِّه
أنجز مكالماتي / وأبعثُ خطاباتي ورسائلي
ثم أعودُ للتدثرِ بلحافي البنفسجي الدافئ .
يردني المساءُ نحوهُ لأعيش الملل وحدي
قائمة ( الماسنجر) بعد الثانية من منتصف الليل
باردةٌ وفارغة , والكل متدثر برمادية الشتاء
وأنا الوحيدة المخضرة في فصل لايعرفُ النبات
أتقلبُ في صفحاتِ الوحدة ..!
لم يعد للصحف نكهة أشتهيها .. ولم يعُد بها شيء
يستثيرني للقراءة .. سوى واجب الاطلاع
كي لاأبقى في يباسِ الانقطاع !
أحاولُ تذكري فقط .. دون أن أقدر على خلقِ
حياة جديدة ذات ألق ..!
لاأستطيعُ استعذاب أي صوتٍ .. فكُلُّ أصواتِ الشتاءِ
مُصابةٌ بالحُمّى . والبحةِ .. والتهدج !
تلاطمني أمواجُ الصقيع .. وتُغرقني مزاريبُ التجمد
وأنا أحِنُّ إلى مكتبتي كي أتدفأ بغبارها وهدوئها ..!!
للماءِ في الشتاءِ أسرارٌ كثيرةٌ غيرُ الحياة .. وعن مواعيدهِ
أتلكَّؤ بآلافِ الحجج والاعتذارات !
لم يعُد للماءِ شفافية الحياة .. إذا ماسار في عروقِ الهضم.
صارَ لهُ رشرشة البرودة .. وسريانُ انتفاضةِ التجمد !
أتمنى أن يودعني هذا الشتاء بقدرٍ باسِمٍ
فقط كي أحفظ له ابتسامةً في الذاكرة ..!
ماذا عنكُـ نّ والشتاء ؟!
منقووووووووول